تحقيق صحفي صحي بيئي
القناة الحية المتفرعة عن نهر العاصي بعنوان : «أخطار الاستمرار باستخدام المياه الملوثة في الساقية الحية» و قلنا في ذلك التحقيق : أن الساقية أو القناة الحية تتفرع عن نهر العاصي في
منطقة الحصوية جنوب قرية الدوير و قبل موقع محطة معالجة مياه الصرف الصحي ، و تمر في مسارها الذي يبلغ 41 كم على قرى الخالدية تير معله الغنطو و جبورين ثم تعود لتصب في مجرى نهر
العاصي من جديد عند تخوم قرية ام شرشوح و من هذه القناة ذات المياه الملوثة يروي الاهالي ما يزيد عن 5 آلاف دونم من المزروعات .. و هذا يعني أن الاضرارالناتجة عن استخدام المياه الملوثة في
سقاية الأراضي تنقل عبر المزروعات الى الانسان و الحيوان .. و أكدنا في التحقيق من خلال اقوال الاشخاص الذين التقيناهم على أن مياه الساقية ملوثة و المطلوب ايجاد حل مناسب و بتاريخ 16/3/
2008 نشرت العروبة رداً مفصلاً من مديرية فرع الموارد المائية بحمص على التحقيق المذكور هذا الرد عليه الكثير من الملاحظات و المآخذ نتمنى من الجهات الاخرى توخي الدقة في الردود التي
ترسلها على الزوايا و المقالات و التحقيقات التي تنشرها العروبة و من هذه الملاحظات نذكر : 1- إن التحقيق عن الساقية أو القناة الحية نشر في العدد الصادر يوم الاثنين 26/11/2007 و ليس في
العدد الصادر يوم السبت 26/1/2007 كما جاء في الرد . 2- جاء في الرد أن مرور القناة ضمن المخططات التنظيمية للقرى و البلدات الواقعة على مسارها يرتب على مجالسها واجبات صيانة و
تنظيف القناة و الزام المواطنين القاطنين بجوار القناة عدم رمي نفاياتهم فيها و تطبيق أحكام قانون النظافة بحق المخالفين مما يؤدي إلى التخفيف من حدة تلوث المياه .. بينما قلنا في التحقيق المنشور
سابقاً و حسب اراء رؤساء بلديات القرى الواقعة على مسارالقناة . إن مياه الساقية أو القناة الحية تأتي من مياه نهر العاصي الملوثة ، و قد كانت و مازالت تستخدم لسقاية المحاصيل الزراعية و الخضار
و هي الآن في أعلى درجات التلوث لارتباطها بمياه نهر العاصي لذلك فإن الساقية مثلها مثل نهر العاصي لا تتم فيها تنقية ذاتية ، لان الملوثات البترولية و الكيميائية تقتل البكتريا الهاضمة و بالتالي تلغي
عملية التنقية الذاتية للمياه ... اي ان نسبة التلوث في مياه القناة مرتفعة من النقطة التي تدخل فيها مياه نهر العاصي الى القناة و قبل أن تتأثر بالنفايات التي يرميها القاطنون على مسارها و لكن ربما هذه
النفايات تزيد من نسبة تلوث المياه بصورة اكبر (و هذه الناحية لم يوضحها الرد بشكل علمي) .. و إذا كان فعلاً يقوم السكان برمي النفايات بمجرى القناة فعلى رؤساء البلديات تحمل المسؤولية و نتضامن
مع طلب مديرية فرع الموارد المائية بتطبيق احكام قانون النظافة اما الناحية الثانية التي لم يأت الرد على ذكرها فتتعلق بالمصدر الاخر لتلوث مياه الساقية حيث جاء في التحقيق و على لسان شاهد عيان
من قرية الدوير ما يلي : لم يقتصر التلوث في مياه القناة على ما تحمله مياه نهر العاصي من ملوثات بل هناك مصدر آخر لتلوث المياه و هو محطة معالجة مياه الصرف الصحي حيث هناك كمية من
المياه الفائضة عن الحوض التجميعي السادس المخصص لتجميع المياه الملوثة القادمة من معامل شركة سكر حمص و هذه الكمية تسيل على شكل دفعات (دفقات) عبر أنبوب مطمور قطرة حوالي 001
سم و طوله 001 م لتصل إلى القناة فتزيد تلوث مياهها تلوثاً آخر . 3- تضمن الرد العبارة التالية : « أما بالنسبة للحلول التي طرحها محرر المقال و التي تبدو و كأنها حلول مبتكرة ...الخ» و نحن نقول
إن الحلول التي وردت في التحقيق السابق ليست حلولاً ارتجالية أو مبتدعة من وحي الخيال ، و إنما ذكرت استناداً إلى معطيات و دراسات موجودة فرئيسا بلدية تير معلة و بلدية الغنطو قال في سياق
التحقيق : الحل المجدي هو استجرار المياه المعالجة من المجمع الكائن شمال وحدة الكلور في محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالدوير عبر قناة طولها حوالي 160 م و هذا المأخذ يـؤمن مياه دائمة
ذات نسبة تلوث خفيفة و صالحة للزراعة ... و هذا الحل طرحته أيضاً الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بحمص برعاية السيد المحافظ وشارك فيها كل من لجنة البيئة في فرع الهلال الأحمر
بحمص و جامعة البعث و الشركة العامة للصرف الصحي حيث ذكر إن المياه التي تحتاجها ساقية الحية حوالي 50000 م3 يومياً و تشكل هذه الكمية نسبة 50% من ناتج محطة المعالجة في الايام
العادية و يمكن ان يكون هذا الحل حلاً مقبولاً نسبياً لأن ملوثات منصرفات محطة المعالجة تقل عن ملوثات نهر العاصي في منطقة الحصوية و من الحلول التي ذكرت أيضاً تزويد ساقية الحية مياه
ساقية ري حمص - حماه بشكل مباشر حيث أن كميات المياه اللازمة لساقية الحية لا تشكل نسبة اكثر من 6% من استيعاب ساقية ري حمص -حماه و هنا أشرنا إلى أن مديرية فرع الموارد المائيةبحمص
أرسلت كتاباً إلى الهئية العامة للموارد المائية يتضمن اقتراحاً بتشميل المساحات المروية في زمام الاقنية المتفرعة عن نهر العاصي بمشروع تطوير شبكة ري حمص- حماه . و هذا ما أكده رد مديرية
فرع الموارد المائية .. و من المطلوب الاسراع بانجاز الدراسات المطلوبة و متابعة اجراءات التعاقد مع الجهة المعنية للتخلص من مشكلة ري المزروعات بالمياه الملوثة .. كل ما نتمناه من مديرية
الزراعة و الشركة العامة للصرف الصحي و مديرية فرع الموارد المائية التعاون و التنسيق فيما بينها للوصول إلى حلول اسعافية ريثما يتم وضع حلول نهائية من أجل التخفيف من أضرار استخدام
المياه الملوثة في سقاية المزروعات وصولاً إلى الحد منها نهائياً..