عصــر الكفــاءة
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، وأرجو أن تكونوا جميعاً على خير.
عصرنا عصر الظواهر الكبرى واللافتة ، إنه عصر الاتصال، وعصر الإرادة وعصر التنظيم ،
وعصر العنف ،كما أنه عصر تفتح الوعي على المنافع الشخصية ، وهو إلى جانب كل ذلك عصر النوعية ، والكفاءة والجودة .
كل واحد من الباحثين ينظر إلى شيء كبير في عصرنا ، ويسمى العصر به . في حديث القصعة :
(( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . قالوا : أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال:
أنتم يومئذ كثيرون ولكنكم غثاء كغثاء السيل .....)) في هذا الكلام من نبيناـ عليه الصلاة والسلام ـ
إ شارة واضحة إلى أن من مشكلات المسلمين الأساسية في مرحلة من ا لمراحل تتمثل في (الغثائية) أي خفة الوزن ،
فالسيل يجرف في طريقه كل ما لا وزن له ، والعدو يفضل الهجوم على المناطق الرخوة والعناصر الضعيفة حتى لا يدفع ثمناً باهظاً للعدوان .
لا يشك أحد اليوم في ضعف أمة الإسلام وتدني مكانتها بين الأمم ، والسبب الأساسي انخفاض مستوى الجودة والنوعية في كثير من أنشطتنا الفردية والجماعية .
الآن أود أن أذكر على نحو مجمل ما يساعد الواحد منا على أن يكون أعلى كفاءة في حياته الخاصة وفي أنشطته ومهماته وأعماله ، وذلك في المفردات الآتية :
1ـ الاستقامة الخلفية والاستجابة لأمر الله ـ تعالى ـ والوقوف عند حدوده تشكل الأساس العميق للجودة ،
فالتقدم الشخصي الجيد لا يتم في نظرنا على أرضية تفتقر إلى الصلاح والخلق القويم .
2ـ التعليم الجيد ، والحرص الشديد على دخول أفضل الكليات ، والقيام بالواجبات المطلوبة على أفضل وجه ممكن .
3ـ الاستفادة من الوقت و محاسبة النفس على التعامل معه ، ووضع خطة للحركة والأداء الشخصي في بداية كل أسبوع .
4ـ التخصص شيء مهم جداً في زماننا والتركيز على فرع من فروع المعرفة أو إتقان مهارة من المهارات على نحو فائق .
لا نجاح اليوم من غير تركيز ، ولا تركيز من غير الوعي بأهمية تخصص محدد والاشتغال عليه .
5ـ المثابرة على التعلم والارتقاء وذوق طعم العناء من أجل تحقيق الأهداف المنشودة
6ـ إعداد النفس للعمل ضمن فريق ، والتخلق بالأخلاق التي يتطلبها ذلك
إننا أيها الإخوة والأخوات لا نستطيع بناء أمة أقوى من مجموع أفرادها ، كما أننا لا نستطيع بناء جدار صلب من لبنات هشة ،
وإن نهضة أمة الإسلام مرهونة بتقدم أعداد كبيرة من أبنائها في حياتهم الخاصة والعملية . والله يتولانا وإياكم وبفضله وكرمه.